بقلم يوسف معاطي
إفرد وشك
لا اعلم لماذا يحدث لى ذلك ؟! فى الأفراح وأعياد الميلاد والمناسبات السعيده ما أن ادخل المكان الملئ بالبهجة والسرور .. بعيد عنكوا .. قلبي ينقبض قبضة أعوذ بالله .. وترتسم على وجهي تكشيرة فظيعة وتبدو عليه ملامح الحزن والأسي .. مما يجعلني مطالبا دائما بالاجابة على ذلك السؤال المقيت .. مالك؟! مالك؟! فيه حاجة .. لأ بجد .. قول والواقع مفيش حاجة .. إنما هي سحنتي كده .. مما جعل بعض الخبثاء يهمسون بأشياء ليس لها ادني علاقة بالحقيقة فبعضهم يقول .. أصله كان بيجب العروسة وقلبته واتجوزت غيره .. وآخر يقول .. أصله كان بيحب الرقاصة وسابته وشافت مصلحتها .. وأحاول قدر استطاعتي أن ابدد هذه التكشيرة التي لزقت فى خلقتي كالوطواط دون أى سبب يذكر فلا استطيع .. إذن أنا مكتئب .. إنما من ايه بس ؟! ان اغاني الأفراح وأعياد الميلاد تصيبني باكتئاب حاد ولم اعرف سبب ذلك حتي كتابة هذه السطور .. وقد تعود الاصدقاء - على ما يبدو - على كآبتي فى أفراحهم فأجلس مطرقا حزينا صامتا .. ولا انطق طول الفرح سوي بكلمه واحدة .. أظل اكررها .. لأ مفيش .. طالما ان كل ما يمر بي يتوقف عندي ويسألني مالك .. فيه حاجة؟! مالك ؟! وربما تهون المسألة عند هذا الحد فهو فى النهاية فرح يأكل فيه الناس ويشربون وربما لا يلتفت معظمهم لكئيب مثلى ! انما الطامة الكبري - خليكوا معايا - أنني سبحان الله اذا دخلت عزاء أو مأتما أحاول ان ارسم على وجهي ملامح الجد والوقار والنكد ولكن الشيطان الله يلعنه .. يجلعني اسخسخ على روحي من الضحك !! وده منظر برضه ؟! امسك نفسك بأه واصدقائي الله يلعنهم يساهمون فى ذبك فهذا يغمز لى من تحت نظارته .. وهذا يخرج لى لسانه .. يارب فوت الليلادي على خير .. لن أضحك وعلام اضحك؟ّ يا اخي خلي عندك دم أقول ذلك لنفسي ان محاولتي لكبت الضحك ومنع نفسي من الابتسام تجعل الضحكة وكأنها واقفة فى زوري ياخبر اسود .. ستطلع .. أحول الضحكة الى كحة .. وأضع المنديل على فمي .. يظنني أحدهم ابكي من التأثر ..يربت على كتفي .. شد حيلك .. ياعم ابعد عني انا مش ناقصك !! وقررت من يومها أن اتحكم فى عضلات وجهي فلا داعي ان اغمهم وأصيبهم باكتئاب فى الأفراح .. ولا داعي لأن تجعلني فشتي العايمة فى المأتم مسخرة أمام الجميع .. وقفت امام المرآة .. وقلت لنفسي ياللا .. أحب اشوف سعاده وانبساط وروقان .. وفتحت فمي .. وبانت اسناني .. ثم ابتسمت عيناي .. كويس .. حلو ده .. ده مش وحش .. أشوف ده تاني .. وش الأفراح .. وريني كده وش المياتم .. اغلقت فمي .. وعقدت جبهتي .. وأغرورقت عيناي .. مش وش .. أشوف ده تاني .. وش أفراح .. وش مياتم .. ورا بعض .. عشان أخلص العزاء واطلع على الفرح علطول وافقت على صوت ابنتي وهي تصفق فى سعاده ضاحكة بابي واقف قدام المراية وعمال يضحك ويكشر .. الله .. ده بابا ده بيعمل حاجات .. ردت عليها زوجتي بشخطة .. بنت قلت لك ميت مرة ماتقليدش بابي .. ثم دخلت عليا وقالت أظن ما يصحش اللى انت بتعمله قدام البنت ؟! ولما لم اكن انوي ان ادب خناقة معاها .. اديتها وش أفراح وقلت باسما .. وفيها ايه يا حبيبتي مانتى بتقفي قدام المراية ثلاث سنين تحطي ماكياج .. أنا رايح فرح وبأجرب وشي قبل ما أنزل .. فثارت أعصابها أكثر وقالت لى .. هو احنا ناقصيين جنان ربنا يشفي .. قلت لنفسي ماذا تقصد زوجتي ؟! هل تقصد أنني مجنون ؟! وهل تحاول أن تفهم ابنتي أن اباها - المحترم - فى الطراوة؟! لأ .. أنا لن اقلبل ذلك .. الست دي ماينفعش معاها وش أفراح .. رحت مديلها و مياتم .. انتهي برزعة باب تاريخية وأنا اردد جملتي الشهيرة وديني مانا قاعد فى البيت .. تلك هي المرأة فى كل العصور .. ألم تقل كليوباترا لوصيفتها شارميان حين أخبرتها ان انطونيو بالباب .. شوفيه عامل ايه ؟! لو كان مبسوط قوليله ان انا عفاريت الدنيا بتتنطط فى وشي وزهقانة ومخنوقه .. واذا كان متضايق قوليلع اني بارقص والفرحه مش سايعاني .. المهم ذهبنا الى العزاء وعملنا الواجب بوسش مياتم معتبر - جعلني نجم العزاء بلا منافس .. جلستي الوقورة الحزينة جعلت الجميع يعتقد انني قريب المرحوم برغم اني عمري ما شفته .. وخلعت بأه على الفرح .. ركبت وش الافراح .. وأشعت جوا من البهجة فى الفرح لدرجة أن المعازيم كانوا بيباركولى أنا .. وصرت مطلوبا الآن كنمرة أساسية فى معظم أفراح أصدقائي .. وأخيرا غلمت ان ادارة الجوازات البريطانية قررت منع الابتسام فى الصور التي تلصق على جوازات السفر وذكر المسئولون فى ادارة الجوازات ان الصورة يجب أن تظهر صاحبها وهو ينظر الى عدسة الكاميرا دون اى تعبيرات على وجهه وأن يكون فمه مغلقا .. ولما كانت هذه المعايير الدولية التي اتفق عليها فقد صار اخوكم فى مشكلة حقيقية .. فانا فاشخ ضبي فى صورة الباسبور وضارب وش افراح عالى قوي .. فاذا اضفنا الى ذلك .. ان الجنسية مصري عربي .. فلكم ان تتخيلوا المرمطة التي سأتمرمطها فى المطارات .. وهو يحلقون فى صورتي .. الاخ عربي .. ومبتسم كمان ؟! نهارك اسود .. ولذلك أنصحكم يا اخوتي .. ان تغيروا صور الجوازات حسب المعايير الدولية .. وليكن الوش فى الباسبور كما تريده بريطانيا و أميريكا .. وش مياتم !!
إفرد وشك
لا اعلم لماذا يحدث لى ذلك ؟! فى الأفراح وأعياد الميلاد والمناسبات السعيده ما أن ادخل المكان الملئ بالبهجة والسرور .. بعيد عنكوا .. قلبي ينقبض قبضة أعوذ بالله .. وترتسم على وجهي تكشيرة فظيعة وتبدو عليه ملامح الحزن والأسي .. مما يجعلني مطالبا دائما بالاجابة على ذلك السؤال المقيت .. مالك؟! مالك؟! فيه حاجة .. لأ بجد .. قول والواقع مفيش حاجة .. إنما هي سحنتي كده .. مما جعل بعض الخبثاء يهمسون بأشياء ليس لها ادني علاقة بالحقيقة فبعضهم يقول .. أصله كان بيجب العروسة وقلبته واتجوزت غيره .. وآخر يقول .. أصله كان بيحب الرقاصة وسابته وشافت مصلحتها .. وأحاول قدر استطاعتي أن ابدد هذه التكشيرة التي لزقت فى خلقتي كالوطواط دون أى سبب يذكر فلا استطيع .. إذن أنا مكتئب .. إنما من ايه بس ؟! ان اغاني الأفراح وأعياد الميلاد تصيبني باكتئاب حاد ولم اعرف سبب ذلك حتي كتابة هذه السطور .. وقد تعود الاصدقاء - على ما يبدو - على كآبتي فى أفراحهم فأجلس مطرقا حزينا صامتا .. ولا انطق طول الفرح سوي بكلمه واحدة .. أظل اكررها .. لأ مفيش .. طالما ان كل ما يمر بي يتوقف عندي ويسألني مالك .. فيه حاجة؟! مالك ؟! وربما تهون المسألة عند هذا الحد فهو فى النهاية فرح يأكل فيه الناس ويشربون وربما لا يلتفت معظمهم لكئيب مثلى ! انما الطامة الكبري - خليكوا معايا - أنني سبحان الله اذا دخلت عزاء أو مأتما أحاول ان ارسم على وجهي ملامح الجد والوقار والنكد ولكن الشيطان الله يلعنه .. يجلعني اسخسخ على روحي من الضحك !! وده منظر برضه ؟! امسك نفسك بأه واصدقائي الله يلعنهم يساهمون فى ذبك فهذا يغمز لى من تحت نظارته .. وهذا يخرج لى لسانه .. يارب فوت الليلادي على خير .. لن أضحك وعلام اضحك؟ّ يا اخي خلي عندك دم أقول ذلك لنفسي ان محاولتي لكبت الضحك ومنع نفسي من الابتسام تجعل الضحكة وكأنها واقفة فى زوري ياخبر اسود .. ستطلع .. أحول الضحكة الى كحة .. وأضع المنديل على فمي .. يظنني أحدهم ابكي من التأثر ..يربت على كتفي .. شد حيلك .. ياعم ابعد عني انا مش ناقصك !! وقررت من يومها أن اتحكم فى عضلات وجهي فلا داعي ان اغمهم وأصيبهم باكتئاب فى الأفراح .. ولا داعي لأن تجعلني فشتي العايمة فى المأتم مسخرة أمام الجميع .. وقفت امام المرآة .. وقلت لنفسي ياللا .. أحب اشوف سعاده وانبساط وروقان .. وفتحت فمي .. وبانت اسناني .. ثم ابتسمت عيناي .. كويس .. حلو ده .. ده مش وحش .. أشوف ده تاني .. وش الأفراح .. وريني كده وش المياتم .. اغلقت فمي .. وعقدت جبهتي .. وأغرورقت عيناي .. مش وش .. أشوف ده تاني .. وش أفراح .. وش مياتم .. ورا بعض .. عشان أخلص العزاء واطلع على الفرح علطول وافقت على صوت ابنتي وهي تصفق فى سعاده ضاحكة بابي واقف قدام المراية وعمال يضحك ويكشر .. الله .. ده بابا ده بيعمل حاجات .. ردت عليها زوجتي بشخطة .. بنت قلت لك ميت مرة ماتقليدش بابي .. ثم دخلت عليا وقالت أظن ما يصحش اللى انت بتعمله قدام البنت ؟! ولما لم اكن انوي ان ادب خناقة معاها .. اديتها وش أفراح وقلت باسما .. وفيها ايه يا حبيبتي مانتى بتقفي قدام المراية ثلاث سنين تحطي ماكياج .. أنا رايح فرح وبأجرب وشي قبل ما أنزل .. فثارت أعصابها أكثر وقالت لى .. هو احنا ناقصيين جنان ربنا يشفي .. قلت لنفسي ماذا تقصد زوجتي ؟! هل تقصد أنني مجنون ؟! وهل تحاول أن تفهم ابنتي أن اباها - المحترم - فى الطراوة؟! لأ .. أنا لن اقلبل ذلك .. الست دي ماينفعش معاها وش أفراح .. رحت مديلها و مياتم .. انتهي برزعة باب تاريخية وأنا اردد جملتي الشهيرة وديني مانا قاعد فى البيت .. تلك هي المرأة فى كل العصور .. ألم تقل كليوباترا لوصيفتها شارميان حين أخبرتها ان انطونيو بالباب .. شوفيه عامل ايه ؟! لو كان مبسوط قوليله ان انا عفاريت الدنيا بتتنطط فى وشي وزهقانة ومخنوقه .. واذا كان متضايق قوليلع اني بارقص والفرحه مش سايعاني .. المهم ذهبنا الى العزاء وعملنا الواجب بوسش مياتم معتبر - جعلني نجم العزاء بلا منافس .. جلستي الوقورة الحزينة جعلت الجميع يعتقد انني قريب المرحوم برغم اني عمري ما شفته .. وخلعت بأه على الفرح .. ركبت وش الافراح .. وأشعت جوا من البهجة فى الفرح لدرجة أن المعازيم كانوا بيباركولى أنا .. وصرت مطلوبا الآن كنمرة أساسية فى معظم أفراح أصدقائي .. وأخيرا غلمت ان ادارة الجوازات البريطانية قررت منع الابتسام فى الصور التي تلصق على جوازات السفر وذكر المسئولون فى ادارة الجوازات ان الصورة يجب أن تظهر صاحبها وهو ينظر الى عدسة الكاميرا دون اى تعبيرات على وجهه وأن يكون فمه مغلقا .. ولما كانت هذه المعايير الدولية التي اتفق عليها فقد صار اخوكم فى مشكلة حقيقية .. فانا فاشخ ضبي فى صورة الباسبور وضارب وش افراح عالى قوي .. فاذا اضفنا الى ذلك .. ان الجنسية مصري عربي .. فلكم ان تتخيلوا المرمطة التي سأتمرمطها فى المطارات .. وهو يحلقون فى صورتي .. الاخ عربي .. ومبتسم كمان ؟! نهارك اسود .. ولذلك أنصحكم يا اخوتي .. ان تغيروا صور الجوازات حسب المعايير الدولية .. وليكن الوش فى الباسبور كما تريده بريطانيا و أميريكا .. وش مياتم !!
0 التعليقات:
إرسال تعليق