ما أصعب أن تعيش وحيدا ، غريبا ، موجوعا بآلام البعد و الفراق و النوى مألوما بداء الوحدة القاتلة، لا تجد دواء الا مسكنات من ذكريات جميلة و دموع حارة تطفيء بعضا من نار القلب المشتعل ألما و حزنا.
تحاول أن تهرب من ألم الحاضر المرير الى ذكريات الماضي الجميل فتجد نفسك تعيش في كنت و كنا و تسأل نفسك في النهاية متى متى؟؟
تعود الى الله ، ترفع يديك الى السماء، و يلهج قلبك بالدعاء، يا رب يا من رفعت السماء، يا من بسطت الأرض، يا من خرت لقوته الجبال، يا منزل القرآن، و معلم الإنسان يا رب يا رحمن ، فرج الكروب و استر العيوب و اغفر الذنوب و اجمع على محبتك و فيك القلوب، رب لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين.
يهدؤ قلبك، تجف دموعك ، و صوت جميل ينبعث في قلبك يقول "" لا تقولوا و داعا بل قولوا الى اللقاء إن لم يكن فوق الثرى فبجنة رب السماء "" فيتردد صدى صوته في أنحاء صدرك ، فتتنزل سكينة غريبة، و تشعر ببرودة جميلة في صدرك كأنما نار و قد نزل عليها المطر، تبتسم و تكون سعيدا لأنك تعلم أنه سعيد رغم البعد و رغم النوى فهو سعيد ، نعم إنه الإيثار أعظم أخلاق المتحابين في الله، فإن لم تجد دواءك في قرب أخيك أو في بسمة وجهه البشوش فيكفيك أن تعلم أنه هناك سعيد، نعم إنه سبب كاف لأن تكون سعيدا مطمئنا فهذه هي أخلاق المتحابين في الله ، اللهم أعنا أن نكون منهم لنكون هناك يوما ما على منابر من نور يغبطنا الأنبياء و الصديقون و الشهداء.